“باركليز”: أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط يتطلعون الى النكسات الاقتصادية كمحفز للمثابرة والاستمرار
– 47 % من أصحاب الثروات في المملكة العربية السعودية يؤيدون الاستمرار في مشاريع الأعمال التي تواجه الفشل بدلاً من اللجوء إلى الحد من الخسائر
– القطريين يمثلون النسبة الأعلى في العالم (73%) ممن يؤمنون بالتعلم من تجربة فشل الأعمال في الماضي و85% يؤكدون تمكنهم من تخطي هذه التجربة بسرعة
دبي، : أفاد أحدث التقارير الصادرة عن بنك “باركليز” ضمن سلسلة تقارير “ويلث انسايتس” ( Wealth Insights ) بأن 91% من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الاوسط يتفقون على أن الفشل هو عامل إيجابي وأساسي لتحقيق النمو الاقتصادي، مقارنة بآراء 74٪ من أصحاب الثروات على مستوى العالم. وفي مقارنة مع الاقتصادات الغربية، فأصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط ينظرون الى النكسات الاقتصادية بايجابية ويظهرون مثابرة عالية ويتطلعون بشكل أفضل الى الفوائد الناجمة عن هذه النكسات.
كما ينتشر اعتقاد لدى الأغلبية الساحقة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (91٪) وآسيا (80٪) بأن الفشل هو إيجابي وضروري لتحقيق النمو لاقتصادي، في حين تنخفض هذه الأرقام إلى 71٪ و 69٪ في الولايات المتحدة وأوروبا. وإضافة إلى ذلك، ينظر أصحاب الثروات في آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية بإيجابية إلى الفرص التي نتجت عن الأزمة المالية العالمية الأخيرة (53٪ و 60٪) مقارنة مع الولايات المتحدة وأوروبا (44٪ و 42٪).
ويقدم التقرير الذي نشر اليوم (12نوفمبر 2012) بعنوان “إذا لم تحقق النجاح في البداية … اتبع المواقف العالمية من التحديات العاثرة” والذي شمل استطلاعات آراء لأكثر من 2000 فرد من أصحاب الثروات من كبار رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. ويقدم التقرير دراسة عميقة حول مختلف الطرق التي يتبعها أصحاب الثروات في جميع أنحاء العالم حول تطلعاتهم واستجابتهم للنكسات الاقتصادية. ويكشف التقرير أيضاً كيفية تقييم مختلف الثقافات والصفات المتعلقة بالمثابرة والتفاؤل والدور الذي يلعبه الحظ ونظرة رجال الأعمال الى النكسات كنقطة انطلاق لتحقيق النجاح في المستقبل.
ويشير التقرير إلى ان أكبر نسبة من أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط (81٪) تعتقد بأن فشل المساعي السابقة في مجال تنظيم المشاريع يزيد من فرص نجاح المشاريع الجديدة. ويترسخ هذا الموقف من الفشل عندما سئل المشاركون في الاستطلاع في منطقة الشرق الأوسط عما اذا كانوا يرغبون في تعيين شخص خاض تجربة فشل في مشاريع الأعمال. وبلغت نسبة الذين أكدوا هذا الخيار من المملكة العربية السعودية (89٪) وقطر (86٪) و 61٪ من الإمارات العربية المتحدة. وفي أماكن أخرى من العالم أعرب، فقط 42٪ و 47٪ من أصحاب الثروات في المملكة المتحدة واليابان رغبتهم في تعيين شخص شهد تجربة مؤسسة فاشلة وينخفض هذا الرقم إلى 25٪ في موناكو.
ويكشف التقرير عن أن 74٪ من أصحاب الثروات السعوديين هم من أصحاب الرأي الذي يقول بأن رجال الأعمال يجب أن يستمروا حتى لو كانت أعمالهم في تخبط بدلاً من اللجوء إلى الحد من الخسائر. ففي منطقة الشرق الأوسط، هناك 36٪ من القطريين الذي يؤمنون بتخفيض خسائرهم في حال كان أداء الأعمال غير مستقر. ومع ذلك، يبين التقرير أن الأغلبية الساحقة 100٪ يعتقدون أن الفشل في الماضي سيزيد من فرص النجاح لمستقبل رواد الأعمال.
ويكشف التقرير أن أصحاب الثروات يعتقدون بأن النجاح يعتمد بشكل كبير على (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق). وكمعدل وسطي، يشير التقرير إلى أن أكثر من ثلث المشاركين في الاستطلاع يعزون النجاح إلى تلك العوامل (35٪ لكل منها). ومن ناحية أخرى، ينظر إلى الفرص (16٪) والعلاقات (15%) على أنها عوامل أقل أهمية. وفي منطقة الشرق الأوسط، تأتي الإمارات العربية المتحدة في مرتبة أعلى فيما يتعلق بالاعتقاد في أهمية (المهارات والذكاء) و(الجهد والعمل الشاق)، بنسبة 35٪ و 36٪ على التوالي. وفي قطر، يرجح 34٪ من أصحاب الثروات إلى أن النجاح يرجع للصدفة وهو أعلى من جميع البلدان التي شملها الاستطلاع.
وفي هذا الإطار يقول د. غريع ديفيز – رئيس قسم السلوكيات المالية لدى بنك باركليز: “إن الاعتقاد القوي في المهارات بدلاً من الحظ يمكن أن يعطي ثقة عالية في اتخاذ القرارات في المستقبل. ويمكن لهذه العقلية أن تكون خطرة على أمن الأعمال أو المستثمرين على المدى الطويل، حيث تنتهي في اتخاذ المزيد من المخاطر على افتراض أن سبب نجاحك يكمن في قرارك الجيد”.
وعندما سئل أصحاب الثروات في منطقة الشرق الأوسط عن أهمية التعلم من الفشل كانت هناك اختلافات بين الذين كانت لديهم تجارب في الفشل. فقد قال المشاركون من قطر 73٪ (الأعلى عالمياً) والإمارات العربية المتحدة 45٪ والمملكة العربية السعودية 34٪ أنهم تعلموا الكثير من إخفاقات الماضي. وجاءت الردود مشابهة، عندما سئل أفراد هذ العينة عما إذا كانوا قادرين على استعادة التعافي بشكل سريع من الفشل، حيث أعرب 85٪ من قطر عن اتفاقهم هذا الأمر مقارنة بـ 45٪ من السعودية و 37٪ من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويكشف التقرير تبايناً في عدد الأشخاص الذين يرون أنفسهم على أنهم رواد أعمال في الاقتصادات الغربية مقابل الشرقية. ووفقاً للبحث، ينظر فقط 29٪ من الذين شملهم الاستطلاع في الولايات المتحدة و 30٪ في أوروبا إلى أنفسهم كرواد أعمال، مقابل 47٪ في آسيا و 50٪ في الشرق الأوسط و 55٪ في أمريكا الوسطى والجنوبية. وبالإضافة إلى ذلك، يقول 56٪ من رواد الأعمال في كافة أنحاء العالم بأنهم تعلموا الكثير من الفشل، مقارنة مع 41٪ من غير رواد أعمال.
وفي هذا السياق، قال روري غيلبرت، المدير الإداري ورئيس إدارة الثروات والاستثمار لدى بنك باركليز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “تقليدياً، تعتبر أوروبا وأمريكا الشمالية على نطاق واسع مركزين رئيسيين لريادة الأعمال، ولكن هذه النتائج تدعم الاعتقاد السائد بأنه هناك تحول عالمي في مجال الأعمال مع الخوف من تراجع مجد هذه الاقتصاديات الى الوراء. لقد أظهرت الحكومات في جميع أنحاء العالم أهمية الدور الحاسم الذي سيلعبه رجال الأعمال في الاقتصاد العالمي من خلال فهم نفسيتم وثقافتهم في المثابرة وكيف أن هذا يختلف بين المناطق والذي سيكون أمراً حاسماً في جعل هذه الفرصة حقيقة واقعة”.
المشهد العالمي
يكشف التقرير عن بعض النتائج الهامة المتعلقة بعقلية الأفراد في مناطق مختلفة. ففي الشرق الأوسط يوافق 83٪ من الذين شملهم الاستطلاع على أن أي شخص يعمل بجهد كاف يمكن أن يصبح رجل أعمال ناجح. أما في الولايات المتحدة وأوروبا تبلغ النسبة 49٪ و 44٪ فقط.
ويلقي التقرير الضوء على عزم الذين يتحلون بشخصية رواد الأعمال في مناطق مختلفة من العالم في الشرق في التغلب على النكسات والمثابرة. ربما هناك عنصر آخر في هذه اللعبة كون المناخ الاقتصادي الأوسع نطاقاً وعقلية الحكومات والمشرعين وشركات الأعمال لهم تأثير على قدرة رجال الأعمال في تحقيق النجاح.
ويشير بول أورميرود، الخبير الاقتصادي ومؤلف كتاب “لماذا معظم الأشياء تفشل … وكيفية تجنب ذلك”، إلى أن النكسات لا مفر منها والنجاح على المدى الطويل يعتمد على وجود سياسات واضحة تخفف من المخاطر. وفي هذا الإطار يعلق بول قائلاً: “إن النهج المعتاد هو محاولة للتنبؤ بالمشاكل المحتملة ووضع الخطط اللازمة لمنع حدوثها. ولكن لا يمكنك تجنب الفشل. فلن تقدر على حل هذه المشكلة الأساسية، مهما كنت ذكياً كونها مرتبطة بكافة الأنظمة الناشئة مثل النظم الاجتماعية والاقتصادية. لذلك نركز على قوة المثابرة التي تشهد اقبالاً واسعاً في الشرق. والسؤال المطروح هنا هو ما يتعين على الغرب أن يفعل لمواجهة هذا التحول المحتمل، وما هي الآثار المترتبة على المدى الطويل”.