يبحث استراتيجيات الارتقاء بالقدرات التنافسية لمراكز التسوق في الشرق الأوسط وتميّزها على المستوى العالمي
دبي : تتميز منطقة الشرق الأوسط بامتلاكها لنخبة من أبرز الوجهات السياحية، فضلاً عن أنها تضم بعضاً من أكبر مراكز التسوق المغلقة ذات التصاميم العصرية والقدرات التنافسية العالية على المستوى العالمي. ويأتي إطلاق المؤتمر العالمي لمراكز التسوق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2012 بهدف تسليط الضوء على الاحتياجات اليومية التي يتطلبها قطاع مراكز التسوق، واستراتيجيات رفع مستوى إقبال العملاء، والمحافظة على ولائهم، والارتقاء بتجربة التسوق بشكل عام.
وسيعقد المؤتمر، الذي ينظمه مجلس مراكز التسوق في الشرق الأوسط بالشراكة مع المجلس الدولي لمراكز التسوق ويحظى بدعم من حكومة دبي ممثلاً بدائرة التنمية الاقتصادية وبرنامج دبي للخدمة المتميزة، في الفترة بين 11 – 13 نوفمبر 2012 في فندق ويستن دبي الميناء السياحي في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
وقال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة مجلس مراكز تسوق الشرق الأوسط رئيس مركز “برجمان”: “دخل قطاع مراكز التسوق في منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة من النضج، كما لا تزال هنالك العديد من الفرص التي تلوح في الأفق. يجب على مراكز التسوق في كافة أنحاء العالم العمل بشكل دؤوب للحفاظ على رضا المستهلكين، ولذلك فإن أعمال التجديد والترميم التي تقوم بها المراكز في كل فترة يجب أن تلبي متطلبات واحتياجات المتسوقين المتزايدة “.
وأشار الغرير إلى أن العديد من مراكز التسوق التي تم إطلاقها قبل بضع سنوات أصبحت الآن “منهكة”، ويجب أن تخضع لعمليات تجديد لكي تتمكن من مجاراة التجارب الجديدة التي تقدمها المركز الأخرى في كل يوم. ويعني ذلك الاستثمار المستمر في تطوير المركز التجاري، أما بالنسبة لأولئك الذين يفضلون الجلوس ومشاهدة مظاهر التقدم بالعمر تبدو على مراكزهم فإن الزمن سيسبقهم حتماً. قد يقصد المستهلكون مثل هذه المراكز في بعض الأحيان لتسوق الأمور الضرورية فقط، ولكنهم لن يبقوا طويلاً، أو على العكس من ذلك، فإنهم سيجدون ضالتهم في مكان آخر.
وتوضح اتجاهات المتسوقين اليوم أن توفير خدمات التسوق وحدها غير كافية، لاسيما أن معظم مراكز التسوق أصبحت تشكل وجهات يقصدها الزوار للتسوق والترفيه في الوقت ذاته.
وسيطلق برجمان، مركز التسوق الذي مضى على إطلاقه أكثر من عقدين، مشروعاً طموحاً للتوسع والتجديد بحجم استثمار يصل إلى 100 مليون دولار. وسيتم من خلال التوسعة إضافة مساحات تجارية جديدة بما في ذلك هايبرماركت، ومجمع لصالات للسينما، ومركز ترفيهي عائلي والهدف هو زيادة مستويات إقبال المتسوقين والزوار.
بدوره قال عيسى آدم إبراهيم، المدير العام لمركز برجمان: “كان تركيزنا في الفترة الماضية منصباً على بناء مكانة برجمان بحيث يكون وجهة تسوق راقية. ومع تزايد توقعات العملاء في السنوات الأخيرة لتقديم نشاطات ترفيهية بالإضافة إلى العروض الأخرى التي يقدمها المركز فقد وجدنا أن هناك ثمة ضرورة للتماشي مع هذه الرغبة، وتلبية احتياجات المتسوقين في منطقة الشرق الأوسط من فعّاليات التسوق والأنشطة الترفيهية المختلفة”.
وللمتابعة بموضوع التوسع والتجديد، سيستضيف رونالد ألتون، الشريك المؤسس لشركة ألتون بارتنرز، جلسة يتناول فيها تأثير عامل التقدم بالزمن على العمليات التشغيلية للمراكز التجارية. وسيتم خلال الجلسة تقييم عمليات التجديد البسيطة والتجميلية، والتوسعات الأفقية والعمودية، والمزج بين الاستخدامات والمفاهيم الجديدة، وإعادة استخدام الأماكن المستأجرة المهجورة. كما سيتناول أيضاً عدداً من المسائل المتعلقة بوضع رؤية للاستفادة من إمكاناتها واستراتيجياتها المستقبلية اللازمة لترجمة تلك الرؤية على أرض الواقع.
وقال ألتون: “أنني أتطلع للمشاركة في أعمال المؤتمر العالمي لمراكز التسوق في الشرق الأوسط هذا العام. يرتبط الموضوع الذي سأقدمه بتصحيح وضع المراكز التجارية التي كان أداؤها ضعيفاً، ولا شك أن هذا هو الوقت المناسب لطرح مثل هذا الموضوع في ظل المواجهة المنافسة التي يشهدها القطاع. بالإمكان تشبيه قطاع التجزئة بالفواكه؛ فعندما تكون الفواكه لا تزال طازجة فإنها تبدو جذابة وشهية ويتنافس الجميع ليكونوا جزءاً منها. وعلى العكس من ذلك، فعندما تصبح فاسدة، يدرك العملاء ذلك بسرعة كبيرة وينصرفون عنها. ولذلك يجب اتخاذ خطوات رئيسية للبدء بتصحيح وضع هذا المنتج – وأعني هنا المراكز التجارية – لتتمكن من العودة والمنافسة من جديد.
وأوضح مقال نشرته مؤخراً جانين بينسودا، العضو المؤسس ورئيس شركة بنسودا للاستشارات، النتائج التي كشفت عنها العديد من الشركات المتخصصة بالدراسات والاستطلاعات في الإمارات العربية المتحدة والتي تشير إلى أن أقل من 69 في المائة من العملاء في الإمارات العربية المتحدة راضون بشكل عام عن تجربتهم في التسوق.
هذا، وستعقد عدد من ورشات العمل المصممة خصيصاً لتعزيز تجربة العملاء قبيل انطلاق فعاليات المؤتمر العالمي لمراكز التسوق في الشرق الأوسط 2012. وسيناقش عدد من الخبراء الرواد في قطاع مراكز التسوق مختلف تقنيات التفاوض للمتخصصين الذين يعملون في مراكز التسوق، والاستراتيجيات الفعّالة للتواصل عبر الوسائل الرقمية والشبكات الاجتماعية، وكيفية الارتقاء بمستوى العناية بالعملاء.
وسيشهد اليوم الأول من المؤتمر، مشاركة نخبة من المتحدثين الذين سيقدمون تحليلاً شاملاً لقطاع التسوق العالمي، وسيكون التركيز بشكل أساسي على الاستراتيجيات. كما سيناقشون مختلف الطرق المتبعة في الغرب وأوروبا على وجه الخصوص، وتقديم جميع التفاصيل اللازمة لتقديم تجربة تسوق فريدة تلبي تطلعات المستهلكين في المنطقة، والإسهام في الوقت ذاته بتحسين القيمة والحصول على عوائد مالية راسخة.
أما مناقشات اليوم الثاني فستتمحور حول موضوع تنفيذ الاستراتيجيات، حيث سيقدم ممثلون عن بعض الشركات دراسات حالة أجروها بأنفسهم حول كيفية نجاحهم في بناء علاماتهم التجارية في ظل الظروف التنافسية التي تشهدها السوق. وستقدم الجلسات خطوات رئيسية حول تطوير المهارات، فضلاً عن التواصل مع العملاء وتشجيع تفاعلهم مع المراكز لضمان ولائهم، وتطوير نموذج عمل لقطاع التجزئة يعود بالفائدة على المستثمرين.
يذكر أن قائمة المتحدثين في المؤتمر العالمي لمراكز التسوق في الشرق الأوسط 2012 تشمل كلاً من مايكل كيرتشيفال، الرئيس والمدير التنفيذي ورئيس المجلس العالمي لمراكز التسوق؛ وبيتر واليتشنووسكي، المدير التنفيذي لشركة ماجد الفطيم للعقارات؛ ومارك بيلكينغتون، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الأزياء في مجموعة كمال عثمان جمجوم؛ وسيمون ديفيدسون من شركة “إم إتش” التابعة لمجموعة الشايع؛ وديريك باركر، العضو المنتدب لشركة هاسكول أركيتكتس أند ديزاينرز؛ وأ. د. كارل رود، العضو المؤسس لـ “سينس أوف ذا تايم” تريند واتشينج أند كولهونتينج؛ وفادي ملص، الرئيس التنفيذي لسلسلة مطاعم “جست فلافل”، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الأخرى.
أما قائمة الجهات الراعية للحدث فتضم “مجمع الراشد”، و”القصر مول”، و” بزنس أوتوماشن أند سيكوريتي سيستمر”، و”إعمار العربية”، و”وكالة فادن للدعاية والإعلان”، و”مودا مول”، و”نعومي”، و”ردسي مول”، و”ستاك ديزاين”، و”تجوري”، و”مجموعة أزديف”. وتشمل قائمة الرعاة الإعلاميين كل من “إيميجز ريتيل أم إي”، ومجلة “شوبينج سينترز توداي”.